الثلاثاء، 29 يناير 2013

من قراءاتي "عائشة تنزل للعالم السفلي"





للمرةِ الأولى أقرأُ قصةً مختلفة لايدورُ محورها حولّ موضوعِ الحبْ؛هنا تتناولُ بثينة فلسفةُ الموت بطريقةٍ مذهلة وكأنها
تتساءلُ ماجدوى الحياة والإنخراطِ بها إن كانّ نهايةُ المطافِ فناءٌ وزوال وموتٌ محقق !
كلُ هذهِ الأشياءِ التي نمتلكهُا ستزولُ وتفنى إذاً لماذا نكابدُ في الوصولِ من أجلها متناسينّ المصيرّ المحتوم الذي ينتظرنا !
بثينة تجزمُ أن لاأحد يعيشُ لذاته وأنا أتفقٰ معها هذهِ المرة نحنْ لانعيشُ من أجلِ ذواتنا نحنُ نعيش من أجلِ حلم،رغبات
وأمانٍ متواصلة لاتنتهي !
نحنْ نعيشُ أحياناً من أجلِ الحب ؛من أجلِ أحبابنا حتى لايفقدوننا!
ونموتُ أحياناً للسببِ ذاته ؛أناسٌ ماتوا وانتهوا من أجلِ أحلامٍ ناضلوا من أجلها ليموتوا وتموتُ أحلامهم معهم !
خرونّ ماتوا لأجلِ الحب تخيلوا أن تموتّ إمرأةً لأجل لحب وأن ينتحرّ رجلاً للسببِ ذاته!
ياه؛الحياةُ غريبة حقاً؛كلُ شيءٍ يحدثُ فيها بتناغمٍ عجيب ومدهش كلُ شيءٍ يحدثُ فيها لسبب!
تخيلوا لو لم يكن موت لم كانت هنالگ حياة نحبها ونتمسكُ بها !
ولو لم يكن هنالگ موت لمْ أحببنا هذهِ الحياةُ فعلاً !ربما أننا لانحبُ الحياة بقدرِ مانحنْ نخشى الموت ونكرهه.للموتْ هيبة تجعلنا نخشى حتى الحديثّ عنه وذكرّ طواريه ونتفادى أسبابهُ قدرّ الممكن !
وعلى النقيضِ أيضاً هنالك من يسأمون الحياة وينتحرونّ ليموتوا بإختيارهم .بثينة تقول أن الحياة لم توهب لنا بإختيارنا اذاً نحنّ لسنا مخولون بإختيارِ موتنا فضلاً على أن نختارّ طريقته بأنفسنا !
*****
آآآه أنهيتها ولم أشبع فضولي يابثينة؛فؤجئت حينما قرأت "تمت" في الصفحة ٢٢٣ !
آه أنهيتها بكثيرٍ من الدموعْ بكثيرٍ من الألم والعديدِ من الأسئلة اللامنتهية !
أنهيتها وقلبي يفيضُ بالألم لحالٍ إمرأةٍ فقدت صبيها وعاشت حيةً ميتة تقتاتُ على ذاكره وإدمانِ القرأةِ والكتابةِ معاً!
وأقسمُ أنّ بثينة نجحت في تجسيدِ دورْ الأم الثكلى الغريبة الأطوار صاحبةُ الميولِ الإنتحارية!نجحت في وصف المشاعرِ بلغةٍ مذهلة جداً ومُعبرة كثيراً ومُستفزةُ للبكاءِ في الوقتِ ذاته.صدقاً الرواية من أكثرِ الروايات التي قرأت تميزاً على الإطلاق كيف لا وهي تتمحورُ حول فكرةِ الموت التي هي مضاداً ثنائياً للحياة فمن يفهمُ الموت سيحاولُ فهم الحياة !أثارتّ في عقلي الرواية الكثيرّ من الأسئلة والعديدّ من الأفكار !
أن نفعلّ المستحيلّ ونحنّ على قيدِ الحياة لنموتّ بصورةٍ مشرفة وقد منحنا كثيراً !نبتهني الرواية أن لاأنفقّ الكثيرّ من الوقتِ في ترهات لامجدية إن كنتُ ميتة حقاً أن أمنح عمري لأحبابي لذاتي أن أمنح وآخذ في الوقتِ ذاته!أن أنفقّ عمري لتحقيقِ حلم لرسمِ إبتسامة وخلقِ سعادة !
آه يابثينة فلسفتُك جميلة مذهلة مميزة جداً مختلفة كثيراً؛ثقافتك طاغية من خلالِ قدرتك العالية على السرد والإستدلالِ بالحقائقِ العلمية وأقوال الفلاسفة متفقةً مع يعضها ومخالفة للبعضِ الآخرِ منها !
"عائشة تنزل للعالمِ السفلي" أكثرُ روايةٍ ستحدثُ نقطةّ تحولٍ مضيئة في حياتي ستحدثُ منعطفاً كبيراً في حاضري ومستقبلي أيضاً.أكثر رواية أثارت تساؤلاتي وحركتّ بداخلي أشياء كثيرة.أكثرُ رواية استفزت كل عواطفي وأسئلتي ودموعي ."عائشة تنزل للعالمِ السفلي" رواية جديرة بالقراءة فلسفية عاطفية مختلفة ؛تستحقّ ٥ نجمات وبكلّ جدارة !
شكراً بثينة لغتك وسلاسةُ حرفك وعذوبته أذهلتني أمتعتني سرقتّ بعضاً من وقتي وجعلتُني أسهرُ مرغمة هذه الليلة؛عمقُ فكرك منطقيتك مدهشة جداً وتحليلك مذهل منطقي واقعي !
شكراً بثينة أمتعتني أفدتني غيرتني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية