الأربعاء، 13 مارس 2013

ماضٍ محمولٌ على أكتافِ الذاكرة.



أحتاجُ أن أبدأَ حياتي من جديد لأستشعرّ الأمل الذي خُلقّ معي يومّ ولدت؛ذاكّ الأملُ الذي لم تشوهه خيبةٌ
 أو هزيمةُ حياة ذلك الأملُ الذي كانّ ساكناً أحشائي مذْ سنواتُ طفولتي الأولى ليجعلني أتقافزُ فرحاً
 وأبتسمُ ملء شفتيّ  وأنا على يقينٍ أن الحياةّ تحبني كم احبُها وأكثر وستمنحني دونّ أن أدفعّ ثمناً باهظاً
 ومكلفاً.أحتاجُ أن أحب ألفّ مرة وأدخل في كلِ حب وكأنهُ الأول فلم يكسرني قبله شيء ؛
أحتاجُ صدقاً أن أغتسل من ذاكرتي وأتمردّ عليها وأنسى الماضي بكلِ حسناته وسيئاته
 وأبدأُ عمراً جديداً وحياةً أخرى خالية من شوائبِ الماضي المعلقه على مشجبِ ذاكرتي.
أنا إنسانةٌ من ملايينِ البشر المكتظينّ في الحياة المتمردينّ على حاضرهم والمتعلقونّ بماضيهم
 والخائفونّ جداً من مستقبلهم أولئك الذين يغمسونّ أنفسهم في الحياة محاولينّ
ملاحقةّ رغباتٍ وأمانٍ لن تنتهي .أنا إنسانةٌ من  ملايينِ البشر الذينّ يقتاتونّ على رفاتِ الماضي
وذكرياته لصناعةِ حاضرهم ؛أولئك الذي يعيشونّ حاضرهم في حملِ الماضي معلقاً
 على أكتافِ ذاكرتهم ومكلفاً إياها بحِملٍ ثقيل يجعلها مكتظة مزدحمة بحزنٍ ثقيل وتفاصيلَ مُرهقة.
.أحتاجُ حقاً لأنتصلّ من الماضي وأكفرُ بالمستقبل وأعيشّ اللحظةّ الراهنة كما يجب
 دونّ أي يأسٍ   او أسى على الماضي والوقوفُ عليه كحائطِ مبكى أسندُ رأسي عليه
 وأنتحبُ البكاء مع أولئك الملايينِ البشرية التي تتعلقُ بالماضي وتحملهُ معها أينما ذهبت.
الإنغماسُ في ركامُ الماضي كإعادة الإستماعِ إلى موسيقى حزينة قديمة جداً تستفزُ العاطفةّ حزناً
 والعينّ دمعاً.الماضي شيءٌ انتهى بكلِ تفاصيله لكننا نحن وحدنا نتحملُ خطيئةّ اختزاله
 في ذاكرتنا والإتكاء عليه ليؤثرّ على الحاضر والمستقبل فيجعلهما متشابهان إلى حدٍ كبير
 ولايختلفان عنه تماماً.لكلِ منا ماضٍ وذكرى ربما تتقاطرُ ألماً لمجردِ أنها ذكرى
هكذا تسبب الحزن هكذا نحن ربطنا الماضي بالحزن فأصبحّ ارتباطاً شرطياً لمجردِ
 أن نتذكرّ الماضي بتفاصيله نحن نحزنُ صدقاً لإنه مضى وانتهى فقط وليس لإننا نشعرُ
بالولاءِ تجاه ماضينا.هكذا الإنسانُ ينفقُ جلّ عمره حزناً على حاضره وخوفاً من مستقبله
 ويطحن روحه بين رحى ذلك الحزن الموشوم بالخوف.

بحث هذه المدونة الإلكترونية