الجمعة، 25 يناير 2013

رسالة إلى غريب!





أحبُ أن ألتقي غريباً وأبوحُ إليه بكلِ أسراري وأوجاعي وأحدثُه عن قسوةِ أحلامي ومرارةِ انكساراتي

ثم يغيبُ عني وأغيبُ عنه وبحوزته كلُ أسرارّ قلبي يحملُها معه .

أحبُ أن ألتقي ذاك الغريب الذي ينصتُ إلي وأنا اتحدث بكلِ ود ويحفظُ سري لإنه لايعرفني!

ويبتسمُ إلي ومشاعري تتعرى بين يديه وأسراري أفشيها إليه دون أن أخشى أن يعيرني يوماً بفشلي؛

أو يخونني ويفضحُ سري او يسخرُ يوماً من جرحي!

الغرباءُ وحدهم لايفضحون سراً ولايهتكونّ ستراً ولايهزأون بجرح؛الغرباءُ

أجمل لإننا لانعرفهم وهم كذلك يجهلوننا!

ألغرباءُ أجمل لإنّ لقائتنا بهم مصادفاتٌ عابرة لاتتكرر تجمعنا أحياناً مدينة؛شارع صالةُ انتظار او مطار !

نتحدثُ اليهم بكلِ عفوية وتلقائية نقول كل شيء وكأننا نحاولُ لفظ جراحنا وذكرياتنا بحديثنا إليهم!

أحاديثُ الغرباء أجمل لإنها أصدق وأعمق !

أحاديثُ الغرباء أجمل لإنها أحاديثُ قلوبٍ وأرواح !

فهلِ لي بغريبٍ أتحدثُ إليه وينصتُ لقلبي ثم لانلتقي بعدها أبدا؟!

هل لي بذاك الغريب الذي ألتقيه فيتفرسُ حزني ويقرأُ ملامحي وأبوحُ لهُ بكل شيءٍ وأكشفُ أوراقي أمامه

 فيشاطرني لذة البوح والحزنِ معاً دونّ أن يفسرّ شيئاً أو يحاول 

أن يغوصّ في أعماقي ويكتشفّ مجاهيل حياتي!

أحبُ ذاك الغريب الذي لايجروء على أن يسئ إلي لإنه لايعرفني؛ذاگ الغريب الذي أراه مرةً دون

أن يعرفّ اسمي ووطني ولا من أين جئت ولا الى أين سأسير؟!

أحتاجُ ذاگ الغريب الذي لايتطفلُ علي ويكثرُ الأسئلة فيثيرُ انفعالاتي!

ذاك الغريب الذي لايسئ بي ظناً فيكذبني او يحاول أن يستفزّ جرحي ويطعنني من الخلف!

ذاك الغريبُ الذي ألتقي بهِ مصادفة فنضحك ونبكي معاً ثم نختفي عن بعضنا للأبد

دونّ أن نتبادل العنوانّ البريدي ورقم الهاتف!

ذاك الغريب الذي يظهرُ مرة في حياتي لأتكشفّ أمامه وأظهرُ على سجيتي دونّ مثاليةٍ زائدة أو حذر!

ذاك الغريب الذي ألتقيه وكأنه هبةٌ من الرحمن جاء ليسمعني فأرمي بكومةِ خيباتي عنده

حينما أبوح وأقدفُ بحزني إليه فتتدحرجُ كراتّ الحزنِ عنده ويشاركني ذاك الحزن

 ثمّ يتخفي عني دونّ أن يقلقّ بشأني أو يعيرّ حزني اهتماماً!

أحبُ ذاك الغريب الذي لاينهشُ لحمي في غيابي ولايغشني في حضرتي ولايتملقُ أمامي !

جميلٌ ذاگ الغريبُ جداً لايسئ ظنا ولايكذبني لايجرحني ولايسرقُ فرحي!

جميلٌ ذاك الغريب وأحبه صادقٌ جداً ولايكذب طاهرٌ ولم تتلوث علاقتي به لإنه 

ليس ثمةّ علاقةٍ بيننا لتتلوثُ باللقاء!

أحتاجُ ذاك الغريب فهلّ لي به؟!

هناك 3 تعليقات:

  1. كتير حلوة

    ردحذف
  2. الغرباء ، فقط هم من نحتاج حتى لا ننكسر بعدهم

    ولكن ، ماذا لو كانوا احبابنا هم نفسهم الغرباء ذات يوم ؟

    و ألم فراقهم هو نفسه ألم فراق الاحباب

    ردحذف
  3. جمييييييييييييل وااااااااااااااااو

    ردحذف

بحث هذه المدونة الإلكترونية